أفراخُ الدموع
زوجي الذي ذهبَ مع عاصفة الأرجوان
في مدنِ الهلاك.
وغابَ بقبرهِ ثملاً بمختلف الأسلحةِ
والقذائف .
لم تتركه الحربُ نائماً هناك..
حتى رَشّحَتْ (واسطة العقد) لعضوية
الخنادق.
وها أراهُ ولدي مسجىً بجنازة الريح،
وتتبعهُ دموعٌ لم يبق منها سوى أفراخ.
أنا على وشك الشرك أو الفراغ
من الدين..
بعد أن قتلتْ الحربُ في بلاد الشام
جميع الآلهة.
الجعة السوداء
على الصفحة الأولى..
يَرسمُ سريراً وثياباً وتمثالاً من الشمع
لشبح غودوت.
وهَلُمّ جَرّا
ليسَ من اللّياقة كتابةُ الرسائل
للنيام.
والمنتظر تحت الغلاف ،
حيوانٌ قديمٌ من مُستَحاثّات الأمل.
وهَلُمّ جَرّا
العشاقُ أحداثٌ تنفقُ على الرصيف
بعيداً عن الأضواء.
وعَرّافُ الأرواحِ يضخُ الوقودَ في الأفئدة
الباردة.
وهَلُمّ جَرّا
ليلٌ يهبطُ كالجعةِ السوداء تماماً.
وفَرَسُ النَّهرِ يتصدرُ قائمة الرأس:
ليسبحَ بالمَجّان.
هَلُمّ جَرّا الصفحات.
هَلُمّ جَرّا الأجْسامُ.
وهَلُمّ جَرّا الغرامُوفون صديقٌ مُختارٌ
للعُزْلَة.
حلب: إمارةُ النجوم
يَسندُ السُّلّمَ على حائط الموتِ متأملاً بخارَ الأوبرا الحمراء وهي تصعدُ إلى السموات. لم تكنْ مدينة روبوتات.. فتلك حلبُ: مُستَحْضَرُ الغرام الطبّي في مجرى العاشقين. والشقيقةُ الكبرى للتاريخ. تلك حلبُ : وردةُ القدودِ والخدودِ والحريرِ وفِراشِ الزمن الثملِ. تلك حلب: إمارةُ النجوم دون جراحة تّجميلية. ودائماً هي الأبوابُ المستعصيةُ بوجه البرابرةِ وأكياس الظلام.
الأزياء العميقة
أيها الفلكي في الدين والزندقة/
الحروبُ لازمةُ الشرق السعيد/
وهاك المنازل تتجسمُ على الجلود بالزنكوغراف/
وما من ذكرى لحصان فارس بالريزو /
أقوامٌ من الحجارة حتى الرماد/
وأقوام من التواريخ على ظهور آبل الإليكترون/
والصبرُ مفتاحٌ مكسورُ في باب العدم/
هكذا المنزلُ الهاربُ من الشارع/
يُعمرُ غرفهً في النفس سريعاً/
الخزانة هي الأخرى/
لَبِسَّ الحطامُ ثيابها مستعرضاً شخوصها
في الأزياء العميقة/
فيما شجرة الرمان المفككة كالجنازة
قرب السياج/
لا تشبه حمولتُها الشمسَ في النفس
ولا في النصوص .
((المِخدةُ الآيلة للسقوط ))
جسدهُ ملقى على المشرحة
حوله جرذانٌ بأعين من البلاستيك الأصفر.
الممر داكنٌ في تلك اللحظات.
وفرقةُ تعزفُ سيمفونية (( الرصاص الحيوّي))
وسط فرقة من الرماح.
في هذه الليلة ..
ستزحفُ الديدانُ من تحت المخدة الآيلة
للسقوط .
الجثةُ مثقفةٌ وتدركُ الأبعادَ الفيزيقية
للظلام.
كما أن الموتَ خطٌ ماثلٌ للعيان على جبهة الطاولةِ
المحترقة.
الكلماتُ أفواهٌ ممزقةٌ تتدلى منها سلالّمٌ
من عِظامٍ مُطعّمةٍ بالحديد.
والدمُ قطعُ مكعبات تحت درجة الصفر
حيث ينتظرُ في العيادة غودوت.
هنا ليس غير رؤوسٍ طائرةٍ في فراغِ
الجاذبية.
أيضاً ثمة مؤلفٌ يبحثُ عن الآبار السوداء
للغة.
فالنصّ الذي لم تبتلعهُ
العاصفةُ من على ظهر المشرحة بعد،
سيكملُ لعبةَ الذوبان على ضفاف
الهالوين.
[القصائد خاصة بـ "جدلية"]